Saturday, December 14, 2013
ZAHA HADID-زهى حديد
مقدمة
هذا
البحث هو قصة نجاح بطلتها امرأة من الشرق اسمها زها حديد، المعمارية المعروفة، التي تجوب العالم لكي تحقق
حلما بدأ في بغداد،
مدفوعة
بعزيمة تجعلها قادرة على هد الجبال، وتفكيك المصاعب، لتصبح اليوم من رواد مدرسة
قائمة بذاتها
,
مدرسة لا انتظامية قائمة على التفكيك، يساهم فيها أمثال بيتر ايزمان
وريم كولهاس
وفرانك غيهري
ودانيال ليبسكيند
وبرنارد تشومي
وغيرهم، تدعو الى انعدام التوازي والتقابل في الخطوط والاشكال من
أجل تحقيق اشكال درامية، بل وفنية.
زها حققت الكثير إلا أن أهم إنجازاتها هي تلك
التي لم تنجز بعد، ولا تزال في مخيلتها أو سجينة رسوم ديناميكية لم تعرف طريقها
إلى الملموس، وإذا كانت الأسماء تشي بصفات أصحابها، فإن زها حديد بالفعل امرأة من
حديد، وإلا لما استطاعت فرض وجودها في عالم معروف بصعوبة اختراقه حتى على الرجال،
فما بالك بامرأة، ومن الشرق علاوة على انها دخلت تاريخ فن الهندسة المعمارية من
اوسع ابوابه، حين حصلت على جائزة بريتزكر للعمارة، وهي بمثابة جائزة نوبل للعلوم والاداب،
لتكون أول امرأة تفوز بها في العالم.
السيرة
الذاتية
ولدت
زهاء حديد في العام 1950 في بغداد.
وهي
ابنة محمد حديد، صناعي عراقي معروف ووزير المالية في العهد الجمهوري
.
لها
شهرة واسعة في الاوساط المعمارية الغربية ، تخرجت عام 1977 في الجمعية المعمارية
"AA"
أو
"Architectural
Association"
بلندن وهي
حاصلة على وسام التقدير من الملكة البريطانية .
منذ
تخرجها ادارت مشغلا في نفس المدرسة .
ابتداء
من العام 1979 بدأت تدير مكتبها الهندسي الخاص
.
عملت
كمعيدة في كلية العمارة 1987، وانتظمت كأستاذة زائرة او استاذة كرسي في عدة جامعات في أوروبا وبأمريكا
منها هارفرد وشيكاغو وهامبورغ واوهايو وكولومبيا ونيويورك وييل
وتسنى لها ان تحصل على شهادات تقديرية من أساطير العمارة مثل الياباني كانزو تانك،
وقفز اسمها إلى مصاف فحول العمارة العالمية، ولا سيما بعد خفوت جذوة تيار ما
بعد الحداثة بعد عقدين من الزمن.
في
العام 1983 فازت المهندسة المعمارية العراقية بالمسابقة العالمية لتصميم مشروع
"ذي
بيك"
في هونك كونغ
الذي انتهى تنفيذه في العام 1993،وأثار هذا المشروع الأنظار إلى مقدرة المهندسة
المعمارية وحسها الفني واتجاهها الفريد في العمارة الحديثة .
البداية
تقول
زهى عن نفسها
: " أتذكر، وأنا طفلة لا يتعدى عمرها السادسة أن والداي
اصطحباني إلى معرض خاص بفرانك لويد رايت في دار الاوبرا في بغداد، وأذكر أنني انبهرت
حينها بالأشكال والأشياء التي شاهدتها, فقد كان والداي شغوفين بالعمارة، لكن من بعيد.
كما أذكر إجازاتنا في منطقة الأهوار،
جنوب العراق، التي كنا نسافر إليها عبر مركب صغير، كنت انبهر بطبيعتها، وخصوصا
بانسياب الرمل والماء والحياة البرية التي تمتد على مرمى العين، فتضم كل شيء حتى
البنايات والناس.
اعتقد ان هذا العنصر المستوحى من الطبيعة وتمازجها مع العالم الحضري، ينسحب على
اعمالي، فأنا احاول دائما التقاط تلك الانسيابية في سياق حضري عصري.
وحين درست الرياضيات في بيروت، ادركت ان ثمة علاقة تربط بين المنطق الرياضي
والمعمار والفكر التجريدي. "
اسلوبها
وتفكيرها
كونها
من المجددين في عالم العمارة فهي لا تلتفت إلى الخلف في وضع فكرة تصميمها وعناصرها
التي تمتاز بغرابتها عن دعاة التراث، والقديم ولكنها تلقى الهوى لدي المجددين
والمحدثين في مجال الفن والعمارة .
تعتبر
من المعماريين المشهورين في الوقت الحاضر في مجال العمارة المستحدثة التي يمكن
وصفها بعمارة المستقبل بما تستخدمه من مواد انشائية وعناصر جديدة في الشكل
والتصميم الذي تختفي فيها الخطوط الافقية والعمودية .
تمتاز
بمقدرة كبيرة على ابداع الفضاء الداخلي على الرغم من اختفاء الاشكال المتعارف
عليها في فن العمارة والانشاء ( الاشكال ذات النسبة الذهبية والاشكال المنتظمة) .
عند
معاينة أعمال زها نلاحظ للوهلة الأولى القلق وعدم الاستقرار صريحا على محيا تلك الأعمال، والاسترسال إلى الفضاءات
الخارجية
بشكل
لا متناه مما يعكس حالة الخلفية الإسلامية لنشأتها بين الفضاءات الداخلية
والخارجية للعمارة الإسلامية،
وقد ربط البعض استرسال
وانسيابية
خطوطها بالخط العربي ناهيك من حالة التجريد الزخرفي. وثمة تشعيبات من التفكيكية
تقوم باستعارة الأشكال التراثية التقليدية, ويمكن بهذا السياق اعتبار زها حديد لا
تمت بصلة بشكل مباشر للعمارة التراثية التي تشكل خلفيتها الثقافة العربية الإسلامية
،
بقدر ما يمكن أن تكون إحدى جوانبها متأتية من ذلك , ولا يمكننا التشيع لتفكيكية زها
لكونها عربية.
تقوم
زهاء حديد قبل المباشرة في وضع التصاميم النهائية ، وقبل استخدام ا لحاسوب بعمل نماذج من الكرتون
لتجسيمها ودراسة علاقتها مع البيئة المحيطة.
من
اقوالها المشهورة
"
هناك 360 درجة لماذا نتقيد بواحدة ".
التفكيكية
ـ
يعود المعمار التفكيكي إلى سلسلة كاملة من الأشخاص الذين عملوا في أوروبا خلال الستينات والسبعينات من القرن
الماضي، الذين كانوا معنيين بالتبعثر والتكسر, وقبل ذلك كان في بداية القرن
العشرين، حيث راحت بعض الحركات الفنية المعنية بالتجريد تنظر إلى الفن المجازي
وإلى تجريدات
هندسية مثل الخطوط العربية والصينية.
الروس
ـ وخصوصا مالفيتش ـ
نظروا إلى هذه الخطوط كذلك هو الحال مع فن كاندينسكي، لكن أول من اكتشف الآصرة هو كولهاس،
حين لاحظ أن طلبة المعمار العرب والإيرانيين قادرون على عمل تعبيرات منحنية أكثر
من غيرهم، مما جعله يفكر أن ذلك ناجم عن خط الكتابة العربية نفسه.
ان
التعقيدات والحيوية للحياة المعاصرة لا يمكن صبها فقط بتلك الشبكات والمكعبات
الافلاطونية لأكثر مدن القرن العشرين الصناعية، فالآن ومع بداية القرن الواحد
والعشرين أصبحت حياة الناس أكثر مرونة وعولمة، وهذا ما يجعلنا ملزمين بالتعامل مع
مجتمعات أكثر تعقيدا من سابقاتها.. وهذا يتطلب معمارا جديدا ذا انسيابية وتجانس كبيرين, والذي
يثير بدوره التساؤل عن كم من الوقت ستستغرق هذه الشطحة .
مشاريعها
• ومن
المشاريع التي كان لها اثر في مسيرتها واظهرت مقدرتها في التعبير عن اسلوبها الجديد محطة إطفاء الحريق في
مدينه فايل على
الراين
بألمانيا الذي يعتبر مثال لأسلوب المهندسة المعمارية العراقية والعالمية المستوى
في مجال العمارة
.
• في العالم العربي قامت بتصميم جسر في امارة ابو ظبي فاز
بالجائزة الاولى في مسابقة عالمية .
• مشروعين في ألمانيا ،الأول متحف العلوم والثاني مصنع لشركة سيارات
"ب
م دبلو"
في مدينة لايبزك في
شرق المانيا.
• مشروع كبير في فرنسا في مدينة شتراسبورغ.
• مشروع متحف في الدانمارك .
• متحف في الولايات المتحدة الأمريكية .
• وقدمت المهندسة المعمارية العراقية خصيصا لمعرضها في
فيينا وعلى مساحة 300 متر مربع تجربة علاقة المبنى بالفضاء الداخلي والخارجي،
تصميما يحمل
"
العاصفة الثلجية" او الفضاء التجريبي .
• فازت المهندسة زهاء في الكثير من المسابقات العالمية وحازت على العديد من الجوائز ومنها على سبيل المثال لا
الحصر
"مايند زون”
في
قبة الألفية في لندن عام 1999. وهو عبارة عن مبنى مستقل من مجموع
أربعة عشر مبنى آخر مرتبطة بقبة الألفية كقاعة عرض ومنها
العرض في مجال العمارة .
• وفي مجال تخطيط المدن لها مشروع في سنغافورة
"فستا" .
•توسيع متحف اوردوبغارد في كوبن هاغين بالدنمارك فجاءت الإضافة كأنها سفينة مبحرة تضيئها شبابيك علوية منثورة
على السطح تشير إلى حركتها .
•من الأعمال الرائعة لزهاء حديد متحف غوغينهايم في طوكيو .
• المكتبة الوطنية في كيوبك (كندا).
• ومن أهم تلك التصاميم؛ نادي الذروة، كولون،
هونغ كونغ .
•نادي مونسون بار في سابورو اليابان 88 ـ 89.
• محطّة إطفاء فيترا ويل أم رين91 ـ 93.
• أكثر مشاريعها الجديدة غرابة وإثارة للجدل مرسى السفن في
باليرمو في صقلية 1999.
•متحف الفنون الإسلامية في الدوحة وجسر في أبو ظبي.
مكانتها
التقديرية
تحضى
المهندسة المعمارية بتقدير عالي في النمسا حيث قامت بتصميم منصة
الانزلاق على الجليد في مدينة انسبورغ لدورة الالعاب الاولمبية
الشتوية
التي يؤمل بانها
ستعقد فيها في المستقبل .
منذ
عقدين من الزمان تثير انتباه نقاد الفنون والعمارة ليس فقط في النمسا
، وانما في
الكثير من الدول المتقدمة حيث تلقى تصاميمها تقديرا عاليا وتفوز في المسابقات
المعمارية العالمية
.
تمتاز
تصاميمها باشكالها
الانسيابية التي تشكل كتل منحوتة كانها نصب فنية. واعترافا بمقدرتها الفنية ومستواها التخصصي في
العمارة دعيت لتحاضر في جامعة الفنون التطبيقية في فيينا ذات السمعة الكبيرة في
مجال العمارة والفنون، ليس فقط على مستوى النمسا وإنما على مستوى العالم ايضا.
تشغل
كرسي كينزو تانغ (
المهندس المعماري الياباني المشهور) في جامعة هارفرد .
تشغل
كرسي سوليفان
(المهندس المعماري الأمريكي صاحب مدرسة شيكاغو في العمارة) في كلية العمارة في
جامعة شيكاغو
.
قالو
عنها
• كتب
باترك شوماخر عن
زهاء حديد
:"كانت
صرخة في ما قدمته منذ
عقدين
من الزمن من أعمال في الرسم أو في العمارة ، أنها جدلية العمارة
كما كان هيغل صاحب الجدلية ( الديلاكتيك) في الفلسفة ".
•وكتب اندرياس روبي عن مشاريعها :"أن مشاريع زهاء حديد تشبه سفن الفضاء
تسبح دون تأثير الجاذبية في فضاء مترامي الأطراف. أنها لا تملك علو ولا اسفل
.
أنها لا تملك واجهة ولا خلف. أنها مباني في حركة انسيابية في الفضاء المحيط". واضاف
:" ومن مرحلة الفكرة الأولية لمشاريع زهاء إلى مرحلة التنفيذ تقترب سفينة
الفضاء إلى سطح الأرض . وفي استقرارها تعتبر اكبر عملية مناورة في مجال العمارة
.
وتختلف زهاء في عمارتها عن العمارة التراثية في أنها تفرق بين المسقط والعمارة
وبين المسقط والمبنى خلافها هذا غير قابل للمساومة ".
•وكتب احد النقاد عنها:" ان جميع تصاميمها في حركة سائبة لا
تحددها خطوط عمودية او افقية . أنها ليست عمارة المرأة لان ليس هناك مصطلح كهذا أنها فنانة
مرهفة تقدم ما تشعر به من تأثير التطور التقني والفني في جميع اتجاهاته.
Author: Mohammad
Mohammad is the founder of STC Network which offers Web Services and Online Business Solutions to clients around the globe. Read More →
Related Posts:
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
0 comments: